8 يوليو 2011

من أعلام تكرمن


محمدو ولد متالي رحمه الله

إلى أن ولد على  الأرجح سنة 1903 عند بئر أفجار من أب و أم أحمذنيين فأبوه  ولد متالي ولد محمدو ولد المختار ولد أحمد سهله. و أمه خيرا بنت إبابن, نشأ في حضن والده ودرس القرآن على خال والدته الباش ولد أحمد ولد المختار ثم على خاله هو جدأم ولد إبابن حتى أكمله حفظا وتجويدا. ثم التحق بمحظرة العلامة محمد محمود ولد فتى الشقروي فدرس عليه بعض المتون الفقهية والنحوية و ديوان الشعراء الستة و بعض الأنظام في السيرة النبوية.
عند ما عاد محمدو _ رحمه الله _  إلى حيه تفرغ  للتدريس فكان الإقبال عليه كبيرا من حيه في أفجار كيف لا وهو حفيد إخديجات بنت أحمد ولد المختار التي توسل الناس بتدريسها للقرآن فكانوا يقولون ( بركت إخديجات وال كرات) وابن بنت أخت الباش الذي كان عالم الحي دون منازع. أقبل الدارسون عليه من حيه ومن الأحياء المجاورة, حدثني الأستاذ أبنو ولد الهلال الفاضلي أنه لا ينسى أبدا صوته وهو يرتل القرآن في وهن من الليل زمان كان يدرس القرآن عند اتاكلالت. هذا الجانب من شخصية الرجل كان الغالب عليه بيد أنه اشتهر في الحي بقرضه للشعر والاهتمام بالنحو. حدثتني بنت أخته مرير بنت محمودا عن المرحوم الصوفي ولد أمان أنهم أتوا بورد لهم إلى ركوة قليلة الماء يتملكها بعض قبائل زوايا المنطقة فقال شيخ من أهل الماء إنهم قرروا ألا يشرب من هذه البئر من لا يعرب بيتا من الشعر فقال الصوفي لقد شربنا والله, فنادى محمدو وكان أصغر منه وقال أعرب لهؤلاء بيتهم واتركنا نسقي غنمنا, فقال لهم هيا ببيتكم... فحكوا صدر بيت من الشواهد فقال لهم هذا البيت أعرف إعرابه  وأكمله قائلا إبحثوا عن بيت آخر, فأتوا ببيت آخر فأعربه لهم... فأخذ الصوفي يستقي من البئر وهو يقول ابحثوا عن طريقة أخرى تمنعونا بها من الماء.
أخذ الطريقة القادرية عن الشيخ سيدي محمد التاكنيتي في مطلع الستينات ومدحه بكثير من الشعر منه قصيدته التي يقول في مطلعها
شفى قلبي زيارته بزار             ديار الشيخ يا لك من ديار
]ديار في الفؤاد مضى زمان         يطوف بها الغرام مع ادكار
وقصيدته الأخرى التي يقول في مطلعها
بلوى انضهاو وريعة الأعلام        دمن كخط دوارس الأقلام 
كما اشتهرت قصيدته في رثاء العلامة محمد سالم ولد ألما التي يقول في مطلعها
دهم البرية حادث الأيام         حين الرحيل لعالم الأقوام يقول 
من ينتمي لألما ما مثل له        في قومه والقول قول حذام
وكان له اهتمام بالقضايا القبلية, وقد أنشد قصائد في ذلك المنحى مثل قصيدته في اجتماع ( انياركن) التي يقول فيها
شموس الألفغية من بهن        بنوا للفخر في كرم ومن
على قنن المكارم والمعالي   وبذل في لاأنام بغير من
وفي أمر المحامد قد تأنوا    لأن الأمر يحسنه التأني
تمنيت التلاقي ما حيينا    فليت الأمر يدرك بالتمني
وكان يوما مع العلامة كراي فجاءهما رجل شريف يسمى عبد القادر وكان الرجل يجمع هدية تبلغ عشرين أوقية. فقال له كراي
أثاب إله العرش خير ثوابه    من أكرم هذا الشيخ مهما ثوى به
فقال محمدو ولد متالي
يا محسنا من عاجز أو قادر       عجل هديته لعبد القادر
وأعنه عند وروده وصدوره     أهلا به من وارد أو صادر
تلك الهدية لا تحد فمن يشأ   يسلك طريقة حاتم أو مادر
لا زال باذلها له في نعمة   تترى عليه من الحليم القادر
وقد كثر شعره في الإخوانيات, وقال عنه العلامة ألمين ولد سيدي إن شعره يقضى به وذلك عندما أرسل له محمدو قصيدة في شأن تقاض يتعلق ببنته فاطمة الزهراء.
توفي _ رحمه الله _ سنة 1974 في المذرذره ودفن بها.
ولنا عودة إن شاء الله إلى شعره في حلقة قادمة كم هذا الركن.

ليست هناك تعليقات: