17 أبريل 2012

زيارتا لبراكنه و كوركول.... انحطاط الخطاب لدى ولد عبد العزيز....


كرست زيارتا لبراكنه و كوركول التي يؤديها رئيس الجمهورية منذ يوم أمس لهاتين الولايتين بعض المظاهر غير المسبوقة في تدني خطابه, فضلا عن ظاهرة الارتجالية التي تميز كثيرا من تصرفاته.
 فعندما بدأ ولد عبد العزيز خطابه في ألاكَ, و هو يلقي نظرة إلى ما يفترض أنه ورقة تحوي بعض النقاط التي سيتحدث عنها, لاحظ المتتبعون أنه بدا شديد الاضطراب لدرجة أنه لم يستطع أن يثبت قدميه, فأخذ يراوح بينهما مما يعد أول مظاهر الاضطراب و الارتباك..
و قال في بداية كلامه إنه سيتحدث عن التعليم و إذا به يتحدث عن التشغيل.. و عندما تحدث عن التشغيل لم يزد على أن كرر نفسه في المرات السابقة من تهجمه على التخصصات التي وصفها بغير العلمية.. و ذكر منها الاختصاص القانوني! ثم قال إن حامل شهادة وحيد من أصحاب الشهادات العلمية هو من بقي بلا وظيفة حتى الآن..

و أكد أنه يسير على برنامجه الانتخابي.. فهل كان هذا البرنامج يحوي التوجه العلمي. و إذا سلمنا جدلا أنه يحوي هذا التكوين فكيف نصدق أن ثماره بدأت تجنى الآن؟
هذا التناقض يكفي مثالا لانحطاط هذا الخطاب و خروجه عن مستوى الإقناع..
و قد تزامن ذلك مع بث بعض وسائل الإعلام الفرنسية لمقابلة أجراها معها ولد عبد العزيز كانت في مجملها مدعاة لسخرية الصحافة الفرنسية منه.. ففي معرض رده على دعم المملكة العربية السعودية و دولة قطر لحراك المعارضة, قال أمام الصحافة الدولية إن هاتين الدولتين لا يمكنهما دعم هذا الحراك لأنهما لا تطبقان النهج الديمقراطي.. و هذا في حد ذاته يعتبر تهجما على دولتين شقيقتين و صديقتين لا مسوغ له على الإطلاق.. و يخرج بصفة واضحة عن الأعراف الديبلوماسية ..
و في معرض رده على سؤال يتعلق بالمعارضة قال إنه أمر وزير الداخلية و اللامركزية أن يطلب من المعارضة أن تنظم النشاطات المناوئة له حتى يبين للرأي العام أنه ليس ضد أي حراك تقوده المعارضة ضده..
و قال ولد عبد العزيز في هذه المقابلة إنه لا يوجد سجين سياسي في البلاد.. فهل يعتبر السلفيين غير سياسيين؟ أم يعتبرهم مجرد إرهابيين؟
لقد كنت إلى وقت قريب أعتبر ولد عبد العزيز يمتلك وسائل الإقناع أو يمتلكها مستشاروه و لكنني بدأت الآن أدرك سطحية خطابه و أقتنع أنه لا يهتم بما يوجهه له مستشاروه و ذلك هو أكبر مظهر لفشل سياسته الداخلية و .... الخارجية.
حدثني مرة أحد الزملاء الصحفيين أنه سمع وزراء موريتانيين ينتقدون خطابا ألقاه الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد الطايع أمام سكان تيجكجه تعرض فيه إلى ( نفخ) بعض الأرقام حول ارتفاع نسبة التمدرس في البلاد و النفاذ إلى الخدمات الأساسية.. فقال بعض الوزراء إن تلك الأرقام مبالغ فيها.. فعلق الصحفي قائلا : "..و مع ذلك فأنتم من أعطيتم هذه الأرقام للرئيس..".
ما يجعل ولد عبد العزيز يشكل نشازا في حكم البلاد هو كونه لا يهتم بما يقدمه الوزراء عن قطاعاتهم عند ما يلقي خطابا أمام الجمهور.. بل يجعل من نفسه كل شيء.. هذا بالإضافة إلى كون خطابه لا يتغير بتغير الزمان و المكان.. فما يخاطب به أهل الاكَ يختلف عما يخاطب به أهل نواذيبو و ما يخاطب به أهل فم لكليته يختلف عما يخاطب به أهل الاكَ... و ذلك ما لا يريد الرئيس أن يدركه.
                                                                                                             س.م. متالي.

ليست هناك تعليقات: