21 يناير 2013

مرايا ( غير قاتمة): نصيحة للرئيس هولاند.....


كنت بعثت إليك رسالة قبل هذه.. عندما تم انتخابك رئيسا للسيدة (فرنصا).. و لم أكن أنتظر منك الجواب.. لأنني أعرف أنك أكثر ميلا إلى الجنس الثالث.. و لا أعتب عليك في ذلك.. فسلفك كان أكثر ميلا إلى الجنس الثاني و أنت تريد تجاوزه.. أمر طبيعي.. و قد تجاوزته و تجاوزت الحدود عندما استصدرت قانونك المشرع لزواج اللوطيين! و لم تعبأ بالأصوات التي ارتفعت ضدك من حناجر فرنسا الحرية و الانعتاق...
و كنت أنتظر منك أن تكون أكثر حكمة من ذلك الشاب الإفريقي الذي أراد بشتى الوسائل استصدار قرار من الأمم المتحدة للتدخل العسكري في إحدى الدول العربية.. حتى يجد سوقا نافقة لسلاح أسياده من اليهود الذين يمتلكون مصانع الأسلحة في بلاد العم سام.. و لما لم يخيب أمالهم في ليبيا أعادوا انتخابه من أجل سوريا.. و ربما إيران في هذه المأمورية أو مأمورية خلفه القادم.. الذي يفترض أن يكون من الجمهوريين أو من ... الليكود!

لم تكن في ذلك المستوى.. و قمت بالتدخل عسكريا في مالي حتى قال رئيسها المؤقت إنهم يخوضون حربا رغما عنهم!
لقد قاطعت هذا العمود طويلا لأنني كنت راهنت على أنك لن تتهور و تخوض هذه الحرب التي يعتبر المنتصر فيها خائبا.. و اليوم و قد خيبت آمالي.. فإنني أقول لك إنك لن تنتصر أبدا في ما أقدمت عليه..
فبعد عشرة أيام من الصولات و الجولات و الطلعات و الجلسات و طلب العون و المساعدة... ما زالت مدن الشمال المالي تحت سيطرة أنصار الدين...
قبل أن تبدأ الحرب كانت إذاعة فرنسا تسميهم ( سردين) و اليوم صارت تسميهم باسم عتيق له دلالاته..( الإرهابيين).. لقد تحول السردين إلى الإرهابيين.. بعد أن عرف ال 2500 جندي فرنسي بطائراتهم و عتادهم الحربي أنهم ليسوا في نزهة...
لقد كانت الارتجالية سيدة الموقف في كثير من الأحيان... ( قضية الرهائن في مصنع الغاز الجزائري, الضربات التي قادها جيشكم على مدينة  تمبكتو و غاو... ) النتائج كانت عكسية بشهادة مراسلي هذه الإذاعة التي تتحدث باسم الخارجية الفرنسية..
لو سلمت جدلا, على عكس هوى المدير الناشر, أن جيشكم انتصر على من يحكمون قبضتهم على هذه المدن.. و تم جلاء ( الإرهابيين) منها.. فما نتيجة ذلك؟!
لا شك أنكم ستلاحقونهم في الحوضين و العصابه و تكَانت... و ستكون نسخة جديدة من الألزاس و اللورين..
و سيقول لكم مواليكم في المنكب البرزخي كلمتهم المشهورة ( أصل انتوم غلبوكم ألمان..)
ستخوضون من جديد معارك من نوع أم التونسي و لكَويشيشي و بوكَادوم و راص الفيل و وديان الخروب.. و ستمص أنت بظر اللات عندما ينفض هؤلاء من حولك و.... تجنح إلى السلم...
أراك ستتنكر يوما لفرنسيتك و تتكلم بالأمازيغية.. في الحملة الرئاسية المقبلة..
لا تعتب علي.. فأنا لك ناصح أمين.. لأنك لعبت دورا كبيرا في إعادة ثقة الموريتانيين في رئيسهم.. فأنت أول من لقيه في فترة نقاهته.. و برهنت لهم أنه ما زال على قيد الحياة.. و أنت من عانقته طويلا على أبواب الأليزيه حتى يتبينوا أنه خرج من تلك الرصاصة الطائشة غير مقعد و غير عاجز بدنيا.... على الأقل...
و مع ذلك.. فلم تكسبه على جانبك في هذه الحرب الارتجالية رغم مغازلتك له.. و لا أنسى أبدا أنك تغازل ( النظراء)...
الدول التي كسبتها إلى جانبك لم و لن تلعب أي دور في هذه الحرب التي صارت وبالا عليك و عليهم...
أي دور لدول مجموعة غرب إفريقيا خلال العشرة أيام التي مرت من هذه الحرب؟
         لا أريد جوابا لهذه الرسالة و إنما أريد مكافأة مالية عليها.. لأني نصحتك نصيحة ستخدمك كثيرا.
                                            شفيق البدوي.
  

ليست هناك تعليقات: