14 فبراير 2014

الأستاذ إشدو يصدر بيانا حول استهدافه.....

عندما قرأت المقال المسيء إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم- بادرت بكتابة مقال نشر في معظم المواقع بتاريخ 16 يناير تحت عنوان "حتى لا تكون فتنة" حذرت فيه من الوقوع في الفخ، ودعوت إلى تجفيف جميع منابع وأسباب التطرف من ردة وزيغ وتكفير ومروق، بدلا من التركيز على الظواهر المعزولة.
ولما اتصل بي ذوو المتهم بعد ذلك، وأنا محام كسائر المحامين، أمتهن الدفاع عن ذوي الحقوق والمتهمين مهما كانت طبيعة التهم الموجهة إليهم، تدخلت تدخلا محدودا.
واليوم،
وقد اتضح جليا ما يحاك في الظلام ضدي وضد عقيدة هذا البلد الوسطية وقيمه التليدة ووحدته واستقراره، رأيت من واجبي أن أبين من جديد بعض ما يكتنف هذه القضية من ملابسات. وذلك في النقاط التالية:
1.  أنني لم أبحث عن التعهد في قضية محمد الشيخ ولد لمخيطير، ولم أتطوع للدفاع عنه. بل قصدني أهله في منزلي، وطلبوا مساعدتي وتعهدي وأكدوا لي توبته، فاعتذرت لهم. ولما ألحوا علي اشترطت موافاتي بالملف؛ إذ "الحكم على الشيء فرع عن تصوره" وليطمئن قلبي. وهو شرط مسبق يشترطه المحامون المهنيون. ولما عجزوا عن الحصول على الملف، ولم تشفع لهم رسالة تعهد سلمتها لهم وذهبوا بها إلى نواذيبو، توجهت إلى تلك المدينة حيث اطلعت على الملف، وقابلت المتهم، وصرت على بينة من أمري وأمره. وعندها بادرت بإعلان موقفي في بيان مكتوب تلوته يوم 30 يناير في مؤتمر صحفي في فندق الجزيرة حضره نحو 20 مراسلا وبعض ذوي المتهم وبعض أئمة المساجد، جاء - من بين ما جاء- فيه أني غير متعهد في الملف لأسباب شرحتها. من بينها ختم التحقيق، والإحالة، وانتداب المحكمة لثلاثة محامين للدفاع عن المتهم؛ لكن ذلك لم يَرُقْ للمتاجرين بهذه القضية، لأنه يفقدهم ورقة رابحة يلعبون بها على عقول الناس، ويبتزون بها الدولة، فتجاهلوا الحقائق، وواصلوا الصياح.
2.  أن محمد الشيخ ولد لمخيطير، وإن كان يدعي وقوع بعض التحريف المتعمد والتزوير فيما نسب إليه، أعلن توبته من جميع ما اقترفه من قول أو فعل. وهذه التوبة موثقة ومسطرة في قرار قضائي. وفي هذه الحالة فإن قانون الجمهورية الإسلامية الموريتانية الذي وضعه وزكاه فقهاؤها ومشرعوها سنة 1982 هو المنطبق. وقد نصت المادة 306 منه التي كيفت بها النيابة الفعل، على استتابة المتهم.
3.  أن جميع ما تفوه به المدعو يحظيه ولد داهي ومن لف لفه في حقي في مهرجانهم الأخير والذي نقله بعض المواقع هو افتراء وزور! ﴿وشهد شاهد من أهلها﴾ (انظروا مقال منسق مبادرة النصرة الكاتب والمدون
 حبيب الله ولد المنير "حقيقة جماعة أحباب الرسول" المنشور على أغلب المواقع الألكترونية). فلا أنا أتولى الدفاع عن ولد لمخيطير رغم أن لي الحق في ذلك، ولا أهل ولد لمخيطير أعطوني ملايين، ولم أوزع شيئا على عمالي من أجل الدفاع عن ولد لمخيطير، ولا أملك شركات، ولا حتى سهما واحدا في أية شركة. وإني أتحدى المرجفين أن يقدموا "أدلتهم القطعية" التي زعموا أنهم حصلوا عليها.
4.   أن المسمى يحظيه ولد داهي خدمة لمآربه الخاصة (وهي خليط من الاسترزاق والمروق) اعتدى علي جهلا وجهالة وانتهاكا لحرمات الله التي يتخذ من الذب عنها شعارا، وهو أول معتد عليها، فشهر بي بالباطل وحرض أتباعه السذج المغرر بهم على سبي ولعني على رؤوس الأشهاد في يوم حرام (الجمعة) ومكان حرام (المسجد العتيق) وأطلق العنان لعصابته الغوغائية التكفيرية واستثار فيهم الحقد والهمجية وزعم لهم أن انتهاك عرضي "جهاد" ثم أملى عليهم في مكبرات الصوت رقم هاتفي فانبروا في سبي وتكفيري فرادى وجماعات عبر هواتفهم ليل نهار طيلة الأسبوع المنصرم.

ومن المفارقات أن بعضهم اتصل بي وقت الغروب يوم الجمعة وأنا مع والدتي أقرأ لها القرآن في ذلك الوقت على عادتنا، ففتحت السماعة وواصلت التلاوة فما كان منه إلا أن قال لي بعد أن أنصت لعنة الله عليك يا كافر.
ومنها أيضا أن بعضهم اتصل بي يسب ويلعن فلما قلت له: يا أخي اتق الله الذي أمرك في سورة الحجرات بالتبيّن وتلوت الآية الكريمة: ﴿يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا...﴾ قال لي: "أح، محبة الرسول فوق القرآن"! ترى أي "أحباب" هؤلاء الذين يفرقون بين الله ورسوله، ويتخذونها عوجا؟ أم هل لديهم رسول جديد غير خاتم النبيئين الذي بعث رحمة وهدى للعالمين؛ خُلُقه القرآن، ودعوته إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، وقد أعلن في حجة الوداع أن «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد».

محمدٌ ولد أشدو
 

ليست هناك تعليقات: