17 يوليو 2014

الأستاذ/ إشدو يكتب عن محنة غزة.. ( وين الملايين؟!)....

يقف العالم اليوم بما فيه من عرب ومسلمين ومسيحيين مستهدفين، متفرجا على الآلة العسكرية الإسرائيلية الأمريكية الأوروبية الهمجية وهي تسحق غزة المحاصرة الصامدة جوا وبحرا وبرا وتمارس فيها جريمة إبادة جماعية وتصفية عرقية ومحرقة حقيقية للإنسان الفلسطيني على رؤوس الأشهاد دون أن يتحرك ساكن ذو بال من شأنه أن يوقف العدوان ويحق الحق! وهذه لعمري ذروة الذل والهوان، وعين نكران الحق والتجرد من الإنسانية، ومنتهى الخزي والعار.
فأين العرب والمسلمون والمسيحيون والأحرار من شعوب العالم الثائرة ضد العدوان وضد الاستعمار والصهيونية؟ "وين الملايين"؟

في الساحة الملتهبة اليوم يوجد اتجاهان متصارعان:
ـ اتجاه عدواني همجي يقوده العالم "الحر" الغازي وعملاؤه ويسمى اتجاه الفوضى الخلاقة أو "الربيع العربي". وقد دمر العراق ومزقه كل ممزق، وغزا سوريا المقاومة وخربها، ونشر الفوضى والدمار في السودان واليمن وليبيا والصومال ومالي ونيجيريا وزرع الفتنة والقتل في مصر.. الخ. ومن مآثر هذا الاتجاه أن إحدى دوله المحورية الصغرى التي تبرعت في الماضي لغزة بستمائة مليون دولار أبرمت صفقة أسلحة ضخمة مع الولايات المتحدة الأمريكية بقيمة عشرة ملايير دولار (من يدري؟ قد تكون الصفقة لحساب المقاومة في غزة!). أما السلطان العثماني الجديد فقد ضاعف حجم تجارته مع إسرائيل أضعافا مضاعفة ثم أنذرها بأن علاقاته بها لن تعود إلى سابق عهدها الذهبي ما لم يتوقف العدوان، وسير جيوشه إلى غزة عبر سوريا! لكن بعد تحرير سوريا من اقتصادها وبشرها ومدرها وإلحاقها بالباب العالي الجديد دام عزه! هذا في حين حددت الدولة الإسلامية في العراق والشام أولوياتها وبدأت بمقاتلة من يليها من المسلمين قبل أن تفرغ لليهود! وكفى الله اليهود القتال!
ـ اتجاه المقاومة والعزة والصمود والذب عن الأرض والعرض والمعتقد والتاريخ والمصير. ومن معالمه:
أن سوريا لم تسقط ولم يسقط لبنان؛ بل صمدا وظلا قلعة للمقاومة والنصر ترفرف فوقهما راية العزة والمجد تشدها سواعد قوية وأمينة!
... ولن يسقط العراق
وتعافت مصر من كبوتها.. وها هي تسترجع دورها التاريخي شيئا فشيئا.
وما تزال الجمهورية الإسلامية الإيرانية شامخة كالطود الأشم ظهيرا للمقاومة والصمود.
وكذلك روسيا والصين وأحرار القارات الثلاث.
ولا تزال غزة صامدة رغم الجراح، بقوة مقاومتها البطلة المتحدة، وبدعم معسكرها الذي لن يخذلها ولن يتركها تهزم، وبعدالة قضيتها الوطنية، وباتساع وكثافة وعمق حاضنتها العربية والإسلامية والمسيحية والعالمية. وها هي لليوم العاشر من العدوان عليها ترفض هدنة لا تحقق أهداف المرحلة، وتواصل رجم جميع أنحاء إسرائيل بالصواريخ، و"حيش الدفاع" الذي لا يقهر عاجز كالخراف! 
وفي مثل هذا الوضع على علاته ورغم اختلاله، أبشركم - أيها الأحرار في العالم- أن غزة وفلسطين والمقاومة ستنتصر، وأن إسرائيل وأمريكا والغرب المتصهين وعملاؤهم  في المنطقة سوف يهزمون ويولون الدبر ويزولون.. وعد غير مكذوب!
"لقد ولى عهد الهزائم، وبدأ عهد الانتصارات"!

(*) أديب ومحام موريتاني بارز

Haut du formulaire


ليست هناك تعليقات: