30 ديسمبر 2016

تابع التدوينة السابقة....

...  و رد دودو سك، ولد أبنو المقداد على الأمير عبد الرحمان بقوله:
وكرك شرك ؤ بحركْ ~~ ي لمير ؤ ذ إندر
هاذ  ماهو    بحرك  ~~  هاذ لبحر لخظر...
و كانت لولد أبنو المقداد ممازحات مع الأمراء و الشعراء في عصره.. فقد جمعه مرة سمر أدبي مع الأمير سيد أحمد ولد أحمد ولد عيده.. فتفاعل سيد أحمد مع " شور" كان يشدو به  الشعراء.. فقال " كِافا".. فادعى ولد أبنو المقداد.. أن الكِاف له هو.. و أن الأمير قد سلخ معناه.. فقال:
كِافي هاذ بلو~~ كِاف بعد ألالي
لمير إكِلع جلو ~~ ؤ تم الكِاف ألالي
فرد عليه سيد أحمد بقوله:
ذي النحيه راعيها ~~ باكِي يا فعالي
محمدن   بيهـــــا  ~~ و الصحبِ و الآلِ
و تتميز النحيه عن الشور بأن النحية عبارة عن وزنٍ موسيقي مستحدثٍ، أي أنه ليس من الموسيقى التي يسمونها " زمنية" أي قديمة.. و ربما زاد فيها العازفون.. فالتعويل في الشور على العزف.. بينما يكون التعويل في النحية على القطعة الأدبية التي يتفاعل بها الشعراء معها...
و لذلك فالنحية تُسمى انطلاقا من الكلمة التي تبدأ بها.. و قد تكون العلاقة بين دال و مدلول " الشور" اعتباطية.. كما يقول اللسانيون عن اللغة..
و النحية في العادة ضيقة الانتشار.. بينما يكون الشور واسع الانتشار في العادة..
و من انحايه التي تقتصر على فنانين معينين: نحية " إهزها مطركِ" عند الفنان المرحوم أحمدو ولد الميداح.. و منها قوله:
ما نمشو و إخلاص ~~ عن زيرت تنيركِ
ما كِام القرطاص  ~~  فين أطركِ أطركِ..
و تقع تنيركِ إلى الجنوب الشرقي من بتلميت.. و فيها كانت إحدى هجمات الأمير أحمد ولد الديد على معاقل الاستعمار.. بل ربما كان آخر هجوم قاده ضد الفرنسيين و مجنديهم.. و ذلك سنة 1910.


و قد عثرت على نحية أخرى لأحمدو ولد الميداح يقول فيها " توبو لذاك .. ألله ألله
و قد تضمنت سجالا بين شاعرين مجيدين.. أتحف به القراء الكرام:
ـ لعليب إحن شورو رغنَ ~~ شمن المعنى ذاكو فكِفاه
ؤ لعليب املان ان المعنى ~~ ؤ ذاك المعنى زاد ابمعناه
ـ لعليب أل فيه أنوال ~~  شفتك آززالك شام ؤ جاه
مخل ي الناس آززال ~~ ألا كارد صنعت مولاه
ـ آززالي جابر مزال ~~ ش امن التولاه إبان إلاه
 و آن متولهْ و آززال ~~ ما ينشاف إعليه التولاه
فقال المرحوم المختار ولد الميداح معقبا:
هون آززال مر إكِبال ~~ غير ألا ساكت عن مغداه
لعاد أل كل آززال ~~ كارد صنعت مولاه..  إنراه
و قال آخر:
يوم إجبرن سبت لوجاد ~~ إحن لله ذاك احمدناه
قادر يعطي يوم أوخر زاد ~~ ليام كلهم لله..
و خاطب أحدُ الشعراء أحمدو و مازح شخصين آخرين فقال:
ما نترك هولك بالتخفيف ~~ لراد ألله إن شاء الله
محدن ما عاد الناديف ~~ سيدي محمد ول إداه... 
و "وخ" هو الكلام.. و منه كلمة " وختان".. أي الحديث بين شخصين.. و هي من الكلمات الولفية التي دخلت اللغة الحسانية و تم تصريفها فيها.. فيقولون" وختن .. و انوختنو..." و " لو تخ" و هي استفهام بمعنى: " لماذا؟"..
و ضمن الشاعر في النهاية بيتا ينسب لعبيد بن الأبرص، الشاعر الجاهلي.. و هو قوله:
الخير أبقى و إن طال الزمان به ~~ و الشر أخبثُ ما أوعيت من زادِ..
 و فيه قصة طريفة.. سنعود لها في تدوينة قادمة بإذن الله... و لذلك فالحديث... يتواصل...



ليست هناك تعليقات: